أكد ماهر صلاح، قائد حركة "حماس" في الخارج، تمسك حركته والشعب الفلسطيني بالمقاومة، وقال: "واهمٌ من يظن أن حماس والشعب الفلسطيني ممكن أن يتخلى عن المقاومة".
وأشار صلاح في كلمته خلال ملتقى رواد القدس التاسع في إسطنبول، مساء اليوم إلى تصريحات رئيس حكومة الاحتلال في محفل ديني حول زوال (إسرائيل)، وعبر عن ثقته بزوال الكيان، قائلًا: "لن يحتفل الكيان بمائة عام على تأسيسه .. فمصيره إلى زوال".
وشدد على أن حماس لا تنحاز إلّا للحق، وقال: "نشكر كل من يَمُد لنا المساندة، لكننا لا ننحاز إلا للحق والعدل".
وأضاف "نحن نتعامل مع كل أطياف الشعب الفلسطيني، ومن يريد أن يمد يده للشعب أهلا به يساعد أهله وشعبه، والحديث مع تيار دحلان هو بخصوص المصالحة المجتمعية وخدمة الناس لنستطيع الوصول لسلم أهلي ومجتمعي".
وتطرق إلى توجه حركة "حماس" لإنجاز المصالحة الفلسطينية، مشيرًا إلى حرصها على هذا التوجه في محطات سابقة.
وقال: قدمنا مصلحة الشعب على مصلحة الحركة، وتنازلنا عن الحكومة حتى نقرّب بين الضفة والقطاع، مشددًا على أن حركته قدمت كل ما يلزم لإنجاح المصالحة، ولن تكون طرفا في الانقسام.
ودعا لأن توضع قضية اللاجئين ومعاناتهم خاصة في لبنان على أجندة اجتماع الفصائل المقبل بالقاهرة.
واستعرض أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، مبينا جهد حركة حماس في الحفاظ والدفاع عن مخيم عين الحلوة في لبنان.
وفيما يخص المؤتمر، أكد أنه جاء في وقت مهم بعد تقلبات كبيرة حصلت بالمسجد الأقصى، ويعقد في إسطنبول بتركيا "حاضنة المظلومين، ناصرة الحق والعدل في كثير من الدول العربية والإسلامية".
وأشاد رئيس حركة حماس في الخارج برئيس مجلس النواب الكويتي، والنائبين سلاف قسنطيني من تونس، ووفاء بني مصطفى من الأردن؛ لمواقفهم المشهودة في المؤتمر البرلماني الدولي وتصديهم للوفد "الإسرائيلي" قبل عدة أيام.
افتتاح الملتقى
وافتتح في اسطنبول، اليوم، ملتقى رواد بيت المقدس التاسع، والذي ينظمه "الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين"، ويستمر على مدار يومين، تحت شعار "شعب صامد .. وأمة معطاءة".
ويشارك في الملتقى أكثر من 700 شخصية عربية وإسلامية بارزة، من أكثر من خمسين بلدا، يتم خلالها بحث ومناقشة المشاريع الخاصة بدعم قضية القدس ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
وأكد عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في السودان، أن ما حصل في المسجد الأقصى من إغلاق ومنع للصلاة هو زلزال أصاب الأمة العربية والإسلامية.
كما أكد أن صمود أهل القدس والمرابطين في المسجد الأقصى خير دليل على تحقيق ملتقى رواد بيت المقدس أحد أهم أهدافه؛ وهو تعزيز صمودهم في وجه عمليات التهويد، كما عُرض خلال حفل الافتتاح فيلم لإنجازات الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين في الملتقى السابق.
وقال الدكتور محمد العدلوني، الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة فلسطين والقدس: إن واجب الأمة الاستمرار في نصرة المسجد الأقصى ودعم صمود أهله والعمل على تحرير بيت المقدس.
وأضاف أن "ما نقوم به من حشد وتعبئة هو بداية الطريق لتحرير المسجد الأقصى".
إستراتيجية تحرير فلسطين
أما عبد الحميد بن سالم، رئيس ائتلاف حركة البناء الجزائري، في كلمة له قال: إن الحصار المفروض على الدول العربية أغلق الأبواب أمام بعض الوفود إلى هذا المؤتمر، إلا أن وجود الوفود الأفريقية فتحت أبواباً جديدة، ولن يستطيع أحد منعنا من الالتقاء.
وأضاف أن الكيان الإسرائيلي غيّر عقيدة الربيع العربي، وهو اليوم يحاصر أفريقيا، ويسعى لعقد مؤتمرهم في التوغو لتحقيق التطبيع وتمتين العلاقات.
وتابع: إن الثورة الجزائرية نموذج للعمل والجهد على طريق تحرير الأرض التي تحت الاحتلال، ونحن هنا نعمل على وضع استراتيجية لتحرير فلسطين.
القدس مهد الحضارات
بدوره قال ياسين أقطاي، نائب من حزب العدالة والتنمية التركي: إن القدس هي مهد الحضارات وجميع الديانات؛ فالمسلم والمسيحي واليهودي عاش بها، وهذا النموذج مثل جميع البلاد الإسلامية.
وأشار إلى أن الظلم في القدس هو ظلم لكل العالم، والعدل فيها عدل لكل العالم، وتحريرها حرية لكل العالم.
وأكد أن قضية فلسطين والظلم الذي وقع فيها يقع الآن على إخواننا في أراكان، وليس لهم معين بعد الله إلا نحن إخوانهم المسلمين في شتى أنحاء العالم.
وحدة الأمة
من جهته، قال النائب في البرلمان التركي نور الدين نباتي: "نحن هنا للتحدث عن جميع قضايا المسلمين، ونضع الاستراتيجيات للحلول"، مشددًا على أن "القدس هي الجرح النازف، وهي توازي الكعبة قبلة المسلمين".
وأضاف "القدس لنا، والمسجد الأقصى المبارك لنا، ونشعر كل يوم بالأسى لما يحدث به"، مشيرا إلى أنه ذهب برحلة إلى القدس، ولم يرَ سوى الحزن في أرجائه.
وتابع "نحتاج أن نكون يدا واحدة وصفا واحدا في خندق واحد لمواجهة هذا الكيان الغاصب، فقد جاء هذا الوقت لنصلي بالمسجد الأقصى".
بدوره أكد عبد العزيز عبد الرؤوف، المتحدث باسم الوفد الإندونيسي في ملتقى رواد بيت المقدس التاسع، أن قضية فلسطين والقدس هي أولى أولوياتنا.
وقال: "سراج الأقصى لن ينطفئ ونتمنى من الله أن نسهم في تحريرها"، مشددًا على أن إندونيسيا هي شريكة المسلمين في قضية فلسطين، وستبقى داعمة لها حتى التحرير.